سلسلة مصير الظالمين في القرآن الكريم (3): مصير الظالمين في سورة النساء

” إنّ الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله قد ضلّوا ضلالاً بعيدا * إنّ الّذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا * إلّا طريق جهنم خالدين فيها أبداً وكان ذلك على الله يسيراً ” الآيات 167-168-169

لست أرى أجمل من هذه الآيات في هذه السورة الكريمة…وكأنّها تصف بشار وأعوانه وصفاً دقيقاً…     فهم الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله…فدمّروا المساجد ولاحقوا الناس في دينهم وردّوهم عن قول الحق.. لا بل فتنوا الناس وأرغموهم على الشرك بالله سبحانه…وهذا هو الضلال البعيد بعداً لا يرتجى بعده هداية… وفي الآية الثانية أضاف إلى صفاتهم الظلم وتوعّدهم…مطمئناً بذلك نفوس المؤمنين والمظلومين بأنّ هؤلاء ما كان الله ليغفر لهم ذنوبهم وما كان الله ليرشدهم إلى طريق الهداية ….بل هو استدراجٌ لهم إلى جهنّم ليلقوا حينها عذاباً شديداً ….هذا هو الحق ولابدّ أن تكون موقناً بأنّ ذلك أمرٌ يسير على الله فلا تبهرك قوّتهم وأموالهم وأعوانهم وخبثهم…فهم ليسوا أكرم على الله ممّن ” أخذتهم الصاعقة بظلمهم ” الآية 153  وهم ليسوا أكرم على الله من قوم فرعون الذين أغرقهم ربنا سبحانه في مثل هذا اليوم الذي كتبت فيه هذه المقالة …

اللهمّ إنّا نسألك أن تعجل فرجك علينا وأن ترنا فيهم عجائب قدرتك…

الدكتورة أنوار حمص